-->

صابونة وفوطة

صابونة وفوطة
     اعتدت منذ صغرى على زيارة "معرض القاهرة الدولى للكتاب" كل عام، باستثناء الأعوام الأخيرة. حيث أصبحت الكتب متوافرة بكثرة بفضل الإنترنت، كما ارتفعت أسعار الكتب الى السماء. آخر زيارة لى فكرت فى شراء مجموعة كتب للكاتب الشهير "باولوكويلو"؛ ووجدت ان ثمن 6 كتب منها يقترب من مبلغ 500 جنيه مصرى، وبالطبع تم وأد الفكرة فى مهدها..

    صابونة، منشفة


    فى واحدة من تلك الزيارات الممتعه، عثرت يوما على أغرب عنوان كتاب يمكن تصوره. العنوان (صابونة وفوطة) وتحته بخط صغير؛ دليل المدير التنفيذى للحياة فى السجن!. تصفحت الكتاب ع الواقف كعادتى لطرافة العنوان، وجدت فكرته قائمة على انه اذا حدثت تجاوزات فى/ من الشركة فان من يحاسب وربما يذهب الى السجن هو "المدير التنفيذى" للشركة أو CEO بالتعبير المعاصر. بالطبع صاحب "رأس المال" مصون لا يمس، رغم انه غالبا هو صاحب التعليمات والتوجيهات التى سجن بسببها المدير.

     بالطبع هى السياسة الشهيرة المعروفة بسياسة "القائد والجندى"، القائد يصدر تعليماته للجندى فاذا انتصر فهى توجيهات سيادته وتحت اشرافه، لكن فى حالة الفشل وكما فى سلسلة أفلام "مهمة صعبة" فانه ينكر آى صلة به ومن ثم يتحمل الجندى وحده تبعات فعله. بالطبع فى عالم المال فان المهمة هى جنى الأرباح بشتى الطرق، شرعية كانت أم غير، تذهب كلها الى "الممول" وينال المدير بعضها، بينما اذا أفتضحت الأمور وساءت فهو وحده من يتحمل النتائج..

    محتوى الكتاب من قراءة أسماء الفصول المختلفة، كان يدور حول كيف يمكن للمدير النجاة فى السجن؟ وكيف يتعامل مع الحراس، المساجين الآخرين؟ وكيف يستثمر وقت بالداخل؟ حتى موعد الإفراج عنه... بالطبع الكتاب موجه بالأساس للقارئ والمجتمع الأميركى/ الغربى، ففى بلادنا لا يتم حبس المدير ولا صاحب المال، المواطن الذى تمت سرقته هو من يسجن؟!. 


    حازم سويلم
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع شاى بلبن .

    إرسال تعليق